الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حتى لا ننسى أو نتناسى... شذرات من مسيرة الراحل سليم شاكر

نشر في  15 جانفي 2018  (12:40)

بقلم: الصادق التواتي مستشار صحفي، مكلّف بالإعلام والإتصال سابقا بوزارة الشباب والرياضة

"حتى لا ننسى أو نتناسى... يُقاس صدق العلاقات بدوامِها خاصة بعد مغادرة المسؤولية أو الفراق، وشخصيا مازلت أقيس العلاقات "بالماء والملح والعشرة الطيّبة".. وإن فارقنا المغفور له بإذن الله الوزير سليم شاكر منذ ثلاثة أشهر، فإن مواقفه وأعماله لازالت راسخة في ذاكرتي منذ سنة 2004 تاريخ إدارته لصندوق اقتحام الأسواق الخارجية (Famex 2) بمناسبة إجراء حوار صحفي معه لفائدة برنامج "أعمال وأسواق" (من إنتاج شركة سبكتروم لفائدة التلفزة الوطنية الأولى) حيث اكتشفت فيه الشخص المحبّ لعمله والمدافع الشرس عن وطنه والغيور على سمعة بلاده،

وقد تأكّد هذا الانطباع إلى درجة اليقين خلال المنتصف الثاني من سنة 2011 تاريخ إشرافه على وزارة الشباب والرياضة حيث عملتُ معه عن قرب واكتشفت المزيد من خصاله لعلّ أبرزها تحدّي الصعاب وتجاوز العراقيل وهو ما تجسّد على أرض الواقع من خلال قدرته الفائقة على الإنصات للشباب وخاصة المعطّلين عن العمل منهم، حيث كان مُحاورا صادقا معهم ومُجسّدا لأحد أهم مقوّمات الثورة التونسية، المتمثّلة في التشغيل.. في عهده:

- شهد قطاع الشباب صدور أوّل نصّ ينظّم مؤسسات الشباب وهو المرسوم عدد 119 لسنة 2011 المتعلّق بالمؤسّسات العمومية للشباب والذي تمّ على اثره تصنيف عديد المؤسسات الشبابية كمؤسسات عمومية ادارية تتمتّع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، وهو ما ساهم في الارتقاء بدورها وتحسين خدماتها..

-حرص المرحوم خلال الخمسة أشهر ونصف التي قضاها على رأس وزارة الشباب والرياضة (جويلية-ديسمبر 2011) على القيام بزيارات ميدانية في حافلة صغيرة الحجم، مرفوقا بعدد من إطارات الوزارة ومتحدّيا الصعاب للوصول الى جميع المناطق التي شهدت احتقانا اجتماعيا في تلك الفترة الحرجة والتي استهلها بزيارة جميع معتمديات ولايات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة والكاف وسليانة دون استثناء، متخّذا من المركّبات الشبابية بهذه الجهات مركز إقامة له وللوفد المرافق..

- الشروع في إنتخابات المكاتب الجامعية الجديدة حيث تمّ تكريس مبدأ الديمقراطية الشاملة في انتخاب المكاتب الجامعية بما يتماشى والقطع مع الماضي من حيث تطويع الرياضة لخدمة السياسة.

- في عهده أيضا تمّ الترفيع في ميزانية التنمية(العنوان الثاني لوزارة الشباب والرياضة) بما يناهز 5 مرّات حيث تمّت برمجة مشاريع تنموية، انطلق تنفيذها مع الوزير طارق ذياب ونالت فيها المناطق المحرومة النصيب الأوفر عملا بمبدأ التمييز الإيجابي بين المناطق.

- توفّقنا مع الفقيد في إحداث وتفعيل منظومة اتصالية تفاعلية مع شباب مختلف الجهات وخاصة المعطّلين عن العمل منهم حيث فتح باب التواصل المباشر له ولإطارات الوزارة معهم سواء بالردّ الفوري على تساؤلاتهم او التحاور المرئي عبر تقنيات التواصل التفاعلي.

- نجح في فكّ الاعتصامات وإيقاف الفوضى التي شهدتها الوزارة طيلة شهري ماي وجوان 2011 جرّاء احتجاج عدد من المعطّلين عن العمل، على مقاييس الانتداب السابقة لتاريخ تولّيه مقاليد الوزارة..

- انطلقنا في تركيز مكتب إعلام واتصال بدار الجامعات الرياضية وتجهيزه والتعاقد مع زميلين للغرض بالتنسيق مع مصالح الإعلام والاتصال برئاسة الحكومة، مع برمجة التعاقد مع 24 من خرّيجي معهد الصحافة وعلوم الإخبار قصد تكليفهم بالإعلام والاتصال بالمندوبيات الجهوية للشباب والرياضة..

- ترك قبل مغادرته لمنصبه تقريرا شاملا حول إنجازات الوزارة ورؤيته الاستشرافية لافاق قطاعات الشباب والرياضة والتربية البدنية... ذكرت هذا اعترافا بجميل رجل دولة بامتياز، ضحّى بوقته وصحّته وعائلته من أجل وطنه..

موجع الرحيل فهو لا يحتاج دوما إلى توديع أو حقائب..فقط، مجرّد نبض يتكاسل عن الخفقان وينتهي الأمر .. فليتغمدّك الله بواسع رحمته صديقي سليم شاكر ويرزق زوجتك الفاضلة آمال وثروتك، مريم وهاجر ومحمد علي، صبرًا جميلاً..

رحمك الله وجعل الطفلة من ذوي الإحتياجات الخاصة التي تكفلّتم لوجه الله دون إعلام أو توظيف سياسي بتربيتها ورعايتها والاحاطة بها منذ سنّ الشهرين والحرص على معالجتها عبر إخضاعها لعملية جراحية دقيقة يوم 31 جويلية 2017 بمستشفى "نيكر" للأطفال بباريس بدعم من المقرّبين أصحاب القلوب الرحيمة(قبل شهرين فقط من وفاتك)، جعلها الله في ميزان حسناتك..

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون "